العراقي يونس محمود .. دروغبا كأس آسيا
قصة يونس محمود ومنتخب العراق عام 2007، واحدة من أجمل قصص كأس آسيا، لم تحصل على حقها الإعلامي كما في قصة دروغبا الذي اهتم به الإعلام أكثر بسبب احترافه في الدوري الإنجليزي مع تشيلسي.
دروغبا لم يكن وحده من أوقف الحرب في بلده وجمع أبناء شعبه، فهناك دروغبا آخر كان في آسيا يُدعى يونس محمود.
هداف أسود الرافدين، أوقفت رأسه وقدميه الحرب الطائفية في العراق، وجعل العراق يهزم السيارات المفخخة من أرض الملعب.
كأس آسيا في أحد نسخه وحد شعب حاولت أن تمزقه الطائفية، بعد دخول القوات الأمريكية واحتلالها للعراق عام 2003، فلم يكن الصراع العراقي الأمريكي وحيداً في بلاد الرافدين، فقد خلق صراعاً داخلياً آخر قسم العراق طائفياً ومناطقياً.
عام 2007 غادر المنتخب العراقي للمشاركة في بطولة كأس آسيا، خبر لم يكن الأبرز حينها في العراق ف كانت اخبار الدماء تتصدر العناوين.
منتخب العراق يُغير العناوين
لكن يونس محمود ورفاقه غيروا العناوين وأصبحت الأقلام متوجهة نحو البهجة والفرح، تغلبوا على المشاكل داخل صفوف المنتخب وتوحدوا جميعا وكان ليونس الذي لعب دور القيادة كما يجب دورا في ذلك.
دخل العراق كمنتخب غير مرشح بوجود عتاولة القارة مثل اليابان وكوريا الجنوبية والسعودية والوحش القادم من أوقيانوسيا استراليا، لكنه قلب الموازين بغيرة أبنائه وعلى رأسهم السفاح يونس.
استطاع حينها منتخب العراق الخروج دون أي خسارة من دور المجموعات والحقوا الأستراليين خيبتهم الأولى في القارة، وفي ربع النهائي في هانوي توقفت أحلام الفيتناميين بثنائية يونس ليبدأ العراقيين بالشعور بالحلم والتفكير به.
في نصف النهائي وقبل أن يخوض منتخب العراق مباراته امام كوريا الجنوبية، شهدت العاصمة بغداد تفجير سيارتين مفخختين وذلك حادث بشأنه أن يؤجج الصراع بين أبناء الشعب العراقي، لكن كان ليونس ورفاقه رأي آخر وبهزيمتهم لمنتخب كوريا الجنوبية قاموا بوأد الفتنة وبدلا ونزل العراقيين إلى الشوارع سادت الفرحة على اي علامة حزن.
شوارع العراق تتفاعل
تأهل المنتخب العراقي للمباراة النهائية والتي كان عنوانها إمتلاء شوارع العراق عن بكرة ابيها من مختلف الطوائف والأديان والأعراق واللغات والفضل لإرتقاء يونس ورأسيته في مرمى المنتخب السعودي.
يونس محمود في هذه النسخة سجل 4 أهداف من أصل 7 سجلها العراق وكان يقاتل كالمجنون وقبل كل مباراة وبعدها كانت رسالته لأبناء شعبه واحدة وهي توحيد الصفوف.
“الطائفية انتهت في 2007” اعتقد اي كانت جنسيتك ف مرت عليك هذه الجملة من قبل شخص عراقي سواء على فيسبوك او تويتر او انستغرام او تيك توك او اي كانت الوسيلة التي تجمع الناس من مختلف الأصول والجنسيات وكان لإنجاز منتخب العراق الفضل الأكبر حينها، يونس ورفاقه من نور صبري وحيدر عبد الأمير وكرار جاسم وقصي منير وهوار ونشأت فعلوا ما لم يصل إليه جهودات دول وإجتماعات في مختلف العواصم العربية والعالمية.