لماذا انسحب الشيخ جاسم من عملية شراء مانشستر يونايتد؟
سحب القطري الشيخ جاسم بن حمد بن جبر آل ثاني عرضه الضخم لشراء نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي لكرة القدم، بعد أشهر من الشد والجذب ومنافسة شرسة مع البريطاني جيم راتكليف.
ودخل الشيخ جاسم في مفاوضات لشراء نادي مانشستر يونايتد قبل عام تقريباً، حين أعلن المُلاك “عائلة غلايزر Glazer” إنفتاحهم لاستقبال الاستثمارات كبديل استراتيجي لتعزيز نمو النادي، أو البيع بشكل كامل كأحد الخيارات.
واستحوذ الأمريكي مالكوم غلايزر على مانشستر يونايتد عام 2005 من خلال شركة ريد فوتبول الإستثمارية مقابل 790 مليون جنيه إسترليني (961 مليون دولار).
وعندما توفي مالكوم غلايزر في مايو 2014 بعد مرض طويل إثر إصابته بجلطة دماغية، تم تقسيم الحصة المسيطرة بنسبة 90% بين أبناءه الستة أفرام وجويل وكيفين وبرايان ودارسي وإدوارد.
ورغم تحقيق النجاحات تحت إدارتهم إلا أنهم أثقلوا النادي بالديون التي ارتفعت في مارس 2023 إلى 970 مليون جنيه إسترليني، بسبب اللجوء إلى القروض باستمرار بدلاً من أموالهم الخاصة.
واتخذت عائلة غلايزر قرار بيع حصة من مانشستر يونايتد في نوفمبر 2022 كخطوة نحو الإصلاح، أو البيع بشكلٍ كامل، نظراً للاحتجاجات المستمرة من جمهور الفريق على الإدارة.
وكان نجل رئيس وزراء قطر السابق حمد بن جاسم أول من تقدم بعرض لشراء العملاق الإنجليزي، ثم اقتحم بعدها الملياردير البريطاني جيم راتكليف خط المفاوضات.
ولم يظهر المُلاك أي تعاون لتسهيل إجراءات عملية الاستحواذ مع الشيخ جاسم بن حمد، رغم الإمتيازات التي تم إقتراحها من القطري خلال عميلة المفاوضات.
ووضع الشيخ جاسم 5 مليارات جنيه إسترليني على طاولة عائلة غلايزر، مع وعود بتصفية ديون النادي وتخصيص مليار جنيه إسترليني تقريباً لتمويل خطط إنشاء ملعب جديد ومركز تدريب.
في حين كشفت صحيفة ديلي ميل عرض البريطاني جيم راتكليف، وهو الاستحواذ على حصة 25% مقابل حوالي 1.5 مليار جنيه إسترليني.
راتكليف هو مؤسس شركة الكيماويات العملاقة إينيوس ومن مشجعي مانشستر يونايتد ويمتلك مجموعة من الاستثمارات الرياضية في ناديي نيس الفرنسي ولوزان السويسري.
قرار انسحاب الشيخ جاسم
رفض رجل الأعمال القطري الشيخ جاسم بن حمد بن جبر آل ثاني التعليق على انهيار المفاوضات مع عائلة غلايزر، بحسب الصحفي الإيطالي الموثوق فابريزيو رومانو.
ووفقاً للمعلومات المنتشرة في الأوساط الإنجليزية، فإن سبب انسحاب الشيخ جاسم من عملية شراء مانشستر يونايتد، وهو تمسك عائلة غلايزر بأموال أكثر من العرض المُقدم (5 مليارات جنيه إسترليني)، كما شعر الجانب القطري بالمساومة وعدم الجدية في عملية البيع.
بالإضافة إلى وجود مخاوف من الجانب الإنجليزي بشأن النمو المحتمل لنفوذ دول الخليج في البريميرليج، إذ تستحوذ الإمارات على مانشستر سيتي، والسعودية على نيوكاسل يونايتد.
غضب جمهور مانشستر يونايتد
يستعد جمهور مانشستر يونايتد لشن حملات موسعة على عائلة غلايزر مجدداً، وهذه المرة بتهمة المماطلة في عميلة بيع الفريق إلى الشيخ جاسم بن حمد، واتجاههم نحو قبول العرض الأضعف المُقدم من جيم راتكليف.
ويشعر جمهور مانشستر يونايتد أن الإدارة الأمريكية تواصل استغلال النادي بأسوأ طريقة ممكنة حتى في عملية بيعه، واستهداف جني الأرباح على حساب الاستقرار وتحقيق البطولات.
وكانت جماهير اليونايتد تأمل في استحواذ الشيخ جاسم على النادي بشكلٍ كامل، للتخلص من الديون وبدأ عملية البناء على غرار ما حدث مع الجار مانشستر سيتي تحت إدارة الإماراتي الشيخ منصور بن زايد آل نهيان.
وتراجع مانشستر يونايتد على جميع الأصعدة منذ وفاة المالك الأساسي مالكوم غلايزر في عام 2014 واعتزال المدرب السير أليكس فيرجسون، حيث فشل الفريق في تحقيق لقب الدوري الإنجليزي.
كما أن البنية التحتية للفريق اصبحت متهالكة، إذ لم تقم الإدارة بتطوير ملعب أولد ترافورد ومركز التدريب كارينجتون منذ 20 عاماً، ولعل شكوى كريستيانو رونالدو من سوء حال صالة الألعاب الرياضية حين عاد إلى الفريق في 2021، خير دليل.