كم عدد مرات رحيل مرتضى منصور عن الزمالك؟
يظل مرتضى منصور رئيس نادي الزمالك شخصية مثيرة للجدل، منذ أن ظهر في مجال الرياضة وهو لا يتوقف عن إثارة الأزمات، وسب وقذف معارضيه وإلقاء التهم ضدهم، ومحاولة إظهار نفسه كأنه (الملاك البرئ) الذي يتعرض لحرب شرسة من كافة الخصوم طوال الوقت.
مرتضى منصور من مواليد 17 يونيو 1952، وسبق وكان عضوًا في مجلس النواب المرة الأولى كانت في دورة (2000-2005)، والمرة الثانية كانت بدءًا من عام (2014-2020).
وبداية معرفة جمهور الكرة المصرية بـ مرتضى منصور، عندما كان محاميًا وتولى الدفاع عن محمود الجوهري، وقام برفع قضية ضد اتحاد الكرة بعد قرار صدر بإقالته، ثم قضية آخرى للجوهري ضد طاهر أبوزيد بعدما اتهمه المدرب الراحل بأنه قام بتوجيه (السب والقذف) ضده.
وكان مرتضى منصور عضوًا بالجمعية العمومية للنادي الاهلي، وفي أحد الندوات الانتخابية للراحل صالح سليم، تطاول على أحد الأشخاص، فقام المايسترو بطرده من الندوة، وتم تحويله للتحقيق وشطب عضويته لكنه عاد بحكم قضائي، إلا أن تم شطبه مجددًا في عهد حسن حمدي.
بداية مرتضى منصور في إدارة نادي الزمالك
كان مرتضى منصور عضوًا بمجلس إدارة نادي الزمالك منذ الدورة الانتخابية عام 1996، ثم نائبًا لمجلس إدارة النادي مع كمال درويش في عام 2001 وحتى 2005.
وخلال تلك الفترة، افتعل مرتضى العديد من الأزمات مع كمال درويش، وكان ندًا وخصمًا له في كل القرارات داخل قاعة الاجتماعات بنادي الزمالك.
وقرر مرتضى خوض السباق الانتخابي على مقعد رئيس النادي في 2005، وبالفعل حاز على ثقة أعضاء الجمعية العمومية، لكن سرعان ما تم إسقاط المجلس بعد دخول رئيس النادي في صدامات عديدة مع حسن مصطفى رئيس اتحاد كرة اليد، وكذلك وجود مخالفات مالية بتلقى تبرعات من منصور البلوي رئيس اتحاد جدة السعودي السابق.
ولذلك قررت وزارة الرياضة، حل مجلس إدارة نادي الزمالك، بعدما قدم 6 أعضاء من المجلس وقتها استقالتهم بشكل رسمي، وهو ما يعتبر في قانون الرياضة نهاية لدورة المجلس، لكن مرتضى لجأ للقضاء الإداري ونجح في إبطال القرار الصادر من الجهة الإدارية.
عودة مرتضى منصور من جديد لنادي الزمالك في 2006
عاد مرتضى منصور في أبريل 2006 بحكم قضائي من المحكمة الإدارية، لكن بعد 4 شهور فقط، قرر حسن صقر رئيس المجلس القومي للرياضة في ذلك التوقيت، بأصدر قرارًا بحل المجلس وتعيين ممدوح عباس رئيسًا للنادي بصفة مؤقتة.
القرار الذي صدر من حسن صقر وقتها كان سببًا في خلافات شديدة مع مرتضى منصور، إذ قرر رئيس المجلس القومي للرياضة تعيين عباس (العدود اللدود) بعد مشاجرة حامية بين مرتضى ومحمد عبدالوهاب في نهائي كأس مصر 2006، وكان أول قرارات ممدوح عباس هي شطب عضوية مرتضى منصور بعدما تم الحكم عليه بالسجن ثلاث أعوام في قضية سب الراحل المستشار سيد نوفل رئيس مجلس الدولة السابق.
الدخول إلى ساحات المحاكم من جديد
قضى مرتضى منصور عامًا واحدًا داخل السجون المصرية، بعدما تم تخفيف الحكم عليه في قضية السيد نوفل، وعاد لممارسة نفس الأفعال، وشن هجوم ضاري على ممدوح عباس، ولجأ للقضاء من جديد لإلغاء قرار شطب عضويته من نادي الزمالك.
وقام مرتضى منصور بالدخول مرة آخرى لانتخابات نادي الزمالك في مايو 2009، وانتهت بفوز ممدوح عباس، لكن مرتضى أصر على ان نتائج الانتخابات مزورة، وقام برفع دعوى قضائية في المحكمة الإدارية العليا، ليتم إبطال الانتخابات، لكنه بعد حوالي عام وشهرين قرر التنازل عن القضية بعدما دخل الزمالك في نفق مظلم، ليعود عباس لاستكمال فترته في ديسمبر 2011 حتى رحيله في مايو 2013. ليتولى إدارة الزمالك لجنة مؤقتة لحين إجراء انتخابات جديدة.
مرتضى منصور يكمل دورة انتخابية كاملة (2014-2017)
لم ييأس مرتضى منصور، وظل يحارب وبكل شراسة على كرسي رئاسة نادي الزمالك، حتى حانت الفرصة من جديد، إذ أجريت انتخابات جديدة في 28 مارس 2014، فاز بها مرتضى متفوقا على كمال درويش ورؤوف جاسر، واستكملت الفترة بشكل طبيعي لأول مرة منذ سنوات حتى انتهت في عام 2017.
وتخللت هذه الفترة العديد من الأحداث وأبرزها حادثة الدفاع الجوي ووفاة 22 مشجع من جمهور الزمالك على أبواب ملعب 30 يونيو. لكن مرتضى كان قد حظى بدعم كبير من جمهور الزمالك، لاسيمًا بعدما أبرم العديد من الصفقات النارية، ودعم صفوف الفريق بعناصر جيدة، وتفوق على الأهلي في ضم بعض اللاعبين خصوصا ثلاثي اتحاد الشرطة خالد قمر ومعروف يوسف وأحمد دويدار، وأيمن حفني من طلائع الجيش، وباسم مرسي من الانتاج الحربي. ونجح الزمالك في التتويج ببطولة الدوري المصري 2015 وأيضا فاز بكأس مصر موسمين متتاليين (2015-2016)، وصعد لنهائي دوري أبطال إفريقيا 2016 لكنه خسر اللقب أمام صن داونز.
منافسة شرسة بين مرتضى وسليمان في 2017
أجريت انتخابات جديدة في نادي الزمالك، ويبدو أن مرتضى قد استحوذ على الأغلبية داخل الجمعية العمومية، حيث تفوق بشكل كاسح على منافسيه، خصوصًا أحمد سليمان الذي كان منافسا شرسًا على كرسي الرئاسة.
وخلال هذه الدورة تعرض مرتضى لسلسلة من الأزمات بدأ بقرار من الكاف في سبتمبر 2018 بايقافه لمدة عام وتغريمه 40 ألف دولار، بعد الهجوم ضد الملغاشي أحمد أحمد رئيس الاتحاد الإفريقي السابق، وكذلك عمرو مصطفى فهمي سكرتير الكاف السابق.
عزل مرتضى منصور مجددا من نادي الزمالك
قامت لجنة مالية من وزارة الشباب والرياضة بالتفتيش على خزينة نادي الزمالك في عام 2020، حيث تم اكتشاف العديد من المخالفات، وتم تأجيل إصدار قرار لحين نهائي دوري أبطال إفريقيا أمام الأهلي الذي أقيم في 27 نوفمبر 2020 وخسره الفريق الأبيض، وبعد اللقاء بـ48 ساعة أعلنت الوزارة حل مجلس الإدارة برئاسة مرتضى منصور.
ولجأ مرتضى منصور للقضاء بعدما طعن على قرار وزارة الرياضة، ليعود مجددًا بعد عام كامل وتحديدا في 22 نوفمبر 2021 بحكم قضائي من المحكمة الإدارية.
وخلال هذه الدورة الانتخابية، تم إيقافه أيضا من جانب اللجنة الأولمبية المصرية في أكتوبر 2020، لمدة 4 سنوات ومنعه من تولي رئاسة نادي الزمالك، لكنه قام برفع قضية أمام القضاء الإداري لإبطال كل هذه القرارات، وبالفعل نجح في الحصول على حكمًا قضائيًا لصالحه ليبقى رئيسًا للنادي الأبيض حيث تم الغاء القرار في 30 مايو 2021.
الخطيب وراء العزل الأخير لـ مرتضى منصور
انتخب مرتضى منصور لفترة ثالثة في 2022، لأنه استحوذ تماما وسيطر على الجمعية العمومية لنادي الزمالك وتحدى الجميع بأنه سيظل رئيسًا للنادي طالما بقي حيًا، لكنه كان مُطاردًا وبقوة من جانب الهيئة القانونية للنادي الأهلي، وكذلك المستشارين القانونيين لـ محمود الخطيب بسبب قيامه بسب وقذف رئيس القلعة الحمراء على مدار سنوات واتهمه بأمور عديدة.
ظل مرتضى منصور طوال سنوات يحتمي بالحصانة البرلمانية التي سقطت عنه بعد رحيله عن مجلس النواب، لينال حكمًا نهئيا بالحبس لمدة شهر في فبراير 2023، وتم ترحيله لسجن وادي النطرون ليقضي فترة العقوبة.
وبعد حبسه مرتضى منصور، فأنه لم يُعد مؤهلًا لرئاسة نادي الزمالك مجددًا وفقًا لائحة النظام الأساسي للأندية المعروفة بـ”اللائحة الاسترشادية” التي أعدّتها اللجنة الأولمبية المصرية ووزارة الشباب والرياضة عام 2017 والتي تقر زوال عضوية أحد أعضاء مجلس الإدارة في عدة حالات منها حالة صدور حكم نهائي بعقوبة مقيدة للحرية ضده.
وقام مرتضى منصور بالطعن مرارًا وتكرارًا على حكم عزله من رئاسة الزمالك ورغم تمسك أعضاء المجلس الحالي بوجوده، لكن المحكمة الإدارية العليا أصدرت حكمها يوم 9 يوليو 2023 بتأييد عزله نهائيًا من رئاسة النادي.
لكن مرتضى منصور حتى هذه اللحظة ما زال يتمسك بإدارة نادي الزمالك، ولم تفلح جهود وزارة الشباب والرياضة برئاسة أشرف صبحي في الإبقاء عليه، رغم أن الوزارة قامت بالطعن أيضا على حكم عزله، لكن القضاء الإداري حسم الجدل تمامًا وقام بعزله بصفة نهائية ولم يعد له أي منصب داخل الزمالك.
ولم ييأس أعضاء مجلس إدارة الزمالك، إذ قرروا في أحد جلساتهم تعيين مرتضى رئيسا للجنة العليا للإشتراكات والعضويات كما تم تفويضه باتخاذ جميع القرارات دون الرجوع للمجلس، وقال أيضا عن نفسه أنه رئيس اللجنة العليا للأنشطة الرياضية، والتي يتحكم في كل ما يخص قطاع الكرة وباقي فرق العاب الصالات.
اقرأ أيضاً