كسر المهاجم السويدي فيكتور جيوكيريس رقماً قياسياً في نادي آرسنال حتى قبل أن يلمس الكرة رسميًا في الدوري الإنجليزي الممتاز، بعدما شهدت قمصانه الجديدة بالنادي أعلى معدل مبيعات في تاريخ التعاقدات الحديثة للفريق، في دلالة على الحماس الكبير المحيط بوصوله إلى ملعب الإمارات.
نجح آرسنال في ضم المهاجم بعد صراع قوي مع عدة أندية بارزة، أبرزها مانشستر يونايتد، حيث كان قد خطف الأضواء خلال موسمه المذهل في البرتغال، الذي سجل فيه 97 هدفًا في 102 مباراة مع سبورتنغ، وهو رقم جعل منه أحد أكثر المهاجمين المطلوبين في أوروبا هذا الصيف.
قبل تجربته البرتغالية، كان جيوكيريس قد اقترب من الصعود إلى الدوري الإنجليزي الممتاز رفقة نادي كوفنتري سيتي قبل عامين، لكنه غادر إنجلترا آنذاك دون أن يحقق حلمه، ليعود اليوم بقوة أكبر وعزيمة مضاعفة عبر بوابة آرسنال، أحد أكبر الأندية في البلاد.
لماذا اختار جيوكيريس رقم 14؟
ولم يكن اختيار القميص رقم 14 مصادفة بالنسبة للمهاجم السويدي، إذ أصر اللاعب على ارتدائه رغم رمزيته الثقيلة، فهو الرقم الذي ارتبط بأسطورة النادي الفرنسية تييري هنري، الهداف التاريخي لآرسنال، والذي أنهى مسيرته الأولى مع الفريق بتسجيل 174 هدفًا في الدوري وقيادة الفريق إلى خمسة ألقاب كبرى، أبرزها موسم اللا هزيمة الشهير.
ترك هنري إرثًا هائلًا جعل ارتداء رقمه تحديًا كبيرًا لأي وافد جديد، لكن جيوكيريس لم يتردد في خوضه، إيمانًا منه بقدرته على تحقيق النجاح في البريمييرليغ بنفس الحدة التي أظهرها في الملاعب البرتغالية.
وبادرت إدارة آرسنال إلى تقديم طباعة اسم جيوكيريس على القميص مجانًا احتفالًا بوصوله، وهي خدمة عادةً ما تكون مدفوعة، لكن الحملة الترويجية تجاوزت التوقعات لدرجة أدت إلى تعطل مؤقت في موقع النادي الرسمي بسبب ضغط الطلب، في إشارة إلى الشعبية السريعة التي يحظى بها اللاعب بين جماهير النادي.
لماذا تعاقد آرسنال مع جيوكيريس؟
ومع فشل الفريق في إيجاد مهاجم ثابت وفعال خلال الموسم الماضي، اضطر المدرب ميكيل أرتيتا إلى تجريب عدة حلول هجومية. فقد لعب البلجيكي لياندرو تروسارد كمهاجم وهمي في كثير من المباريات.
كما وجد المدرب نفسه مضطرًا لمنح بعض الأدوار الهجومية للاعب خط الوسط الإسباني ميكيل ميرينو، الذي يمتاز بقدراته البدنية والتمريرية ولكن يفتقر للطبيعة التهديفية الكاملة للمهاجم الصريح.
هذا النقص الحاد في مركز رأس الحربة ساهم في تراجع آمال الفريق في المنافسة على لقب الدوري خلال الموسم الماضي، ما جعل التعاقد مع جيوكيريس يمثل نقطة تحول كبيرة، ليس فقط من الناحية الفنية، بل من حيث الآمال الجماهيرية المعقودة عليه.
ومع انطلاقة موسم جديد تلوح في الأفق، يتطلع أنصار آرسنال إلى أن يكون اللاعب السويدي هو القطعة المفقودة التي يحتاجها الفريق للعودة إلى منصات التتويج، وربما ليكتب اسمه يومًا ما بجانب عظماء النادي الذين ارتدوا القميص رقم 14.
اقرأ ايضاً:
