الأردن يكتب تاريخًا جديدًا وينتزع الفوز من السعودية بهدف الرشدان

بلغ منتخب الأردن نهائي كأس العرب 2025 بفوزٍ تاريخي على السعودية بنتيجة (1-0)، في المباراة التي جمعت الفريقين على استاد البيت بالعاصمة القطرية الدوحة، اليوم الإثنين 15 ديسمبر 2025، ضمن نصف النهائي الثاني للبطولة.
وجاء هدف الفوز الوحيد عبر نجم المنتخب الأردني نزار الرشدان، المحترف في صفوف الزوراء العراقي، الذي استغل تمريرة متقنة من زميله محمود مرعي، وارتقى عاليًا داخل منطقة الجزاء ليسجل رأسية قوية استقرت في شباك الحارس نواف العقيدي، مانحًا النشامى فوزًا مهمًا وتأهلاً تاريخيًا للمباراة النهائية ضد المغرب.
وسيكون النهائي يوم الخميس 18 ديسمبر 2025 عند الساعة 19:00 بتوقيت مكة المكرمة، فيما ستقام مباراة تحديد المركز الثالث بين السعودية والإمارات في اليوم ذاته عند الساعة 14:00.
فرض الأردن سيطرته في الدقائق الأولى، حيث أتيحت أول فرصة خطيرة في الدقيقة 12 من خلال أحمد حمدوني الذي سدد كرة ضعيفة مرت بجانب مرمى السعودية.
رد المنتخب السعودي سريعًا بعد ست دقائق، عندما حاول نواف بوشل مباغتة الحارس الأردني يزيد أبوالعلا بتسديدة طائرة مرت بجوار المرمى، لكن الفعالية الهجومية لم تثمر في الشوط الأول.
مع مرور الوقت، استحوذت السعودية على الكرة وفرضت ضغطًا مستمرًا على دفاع الأردن، وكادت هذه السيطرة أن تمنحهم التقدم في الدقيقة 38، عندما سدد عبد الله الخيبري كرة طائرة اصطدمت بذراع مهند أبو تاهة داخل منطقة الجزاء، لكن حكم المباراة لم يحتسب ركلة جزاء بعد الرجوع لتقنية الفيديو VAR، ليبقى التعادل السلبي قائمًا حتى نهاية الشوط الأول.
مع بداية الشوط الثاني، ظهر الأردن بحيوية أكبر، وبدأت الهجمات تتوالى على مرمى السعودية. في الدقيقة 46، أطلق الرشدان تسديدة قوية كادت تهز شباك نواف العقيدي، الذي تألق وتصدى للكرة ببراعة، ثم أبعد كرة ركنية من هادي الحوراني، مؤكدًا أهمية دوره في منع الهدف المبكر للأردن.
الرشدان يمنح النشامى الأفضلية
جاءت اللحظة الحاسمة في الدقيقة 66، عندما استغل محمود مرعي غفلة دفاع السعودية وأرسل عرضية مثالية للرشدان، الذي ارتقى عاليًا وسدد رأسية قوية استقرت في شباك العقيدي، معلنًا عن هدف الفوز للأردن، ومضعفًا من قوة الضغط السعودي في المباراة.
حاولت السعودية العودة في النتيجة، حيث صنع مصعب الجوير فرصة جيدة لفراس البريك داخل منطقة الجزاء، لكن تسديدة الأخير تصدت لها خبرة حارس الأردن يزيد أبوالعلا.
وفي الدقيقة 78، حاول سالم الدوسري تهديد مرمى الأردن بتسديدة بعيدة، ثم فشل صالح الشهري في اللحاق بتمريرة الجوير الطويلة داخل ست ياردات، لتبقى النتيجة 1-0 للأردن.
وتصعبت مهمة السعودية عندما حصل وليد الأحمد على البطاقة الحمراء بعد عرقلته لعلي علوان، لتتلاشى آمال الأخضر ويحتفل الأردن بتأهله إلى نهائي كأس العرب 2025، حاملًا راية التفاؤل لمواجهة المغرب على اللقب.
كشف تاريخ المواجهات بين المنتخبين توازناً نسبياً؛ فالأخضر السعودي حقق الفوز في 8 مناسبات مقابل 6 انتصارات للنشامى الأردني، بينما انتهت مواجهتان بالتعادل.
وجاءت المباراة في ظل قيادة فنية جديدة للمنتخب السعودي بقيادة الفرنسي هيرفي رينارد، الذي يخوض أول اختبار له أمام المنتخب الأردني، ليضيف عنصراً جديداً من التحليل التكتيكي إلى هذا السجل التاريخي.
بينما يسعى الأردن لمواصلة نتائجه القوية مع مدربه المغربي جمال السلامي، بعد فترة ذهبية مع الحسين عموتة شهدت وصافة كأس آسيا 2023، قبل التأهل المبكر مؤخرًا إلى نهائيات كأس العالم للمرة الأولى في تاريخه.
مشوار الأردن والسعودية إلى نصف النهائي
بدأ الأخضر السعودي مشواره في كأس العرب 2025 من المجموعة الثانية، حيث احتل وصافة المجموعة برصيد 6 نقاط بعد الفوز على عمان 2-1 وجزر القمر 3-1، والخسارة أمام المغرب 1-0.
وتأهل المنتخب السعودي إلى نصف النهائي بعد مواجهة قوية أمام منتخب فلسطين، انتهت بالتعادل 1-1 في الوقت الأصلي قبل أن يحسم الأخضر اللقاء في الأشواط الإضافية بهدفين مقابل هدف. سجل لاعبو السعودية 7 أهداف مقابل 4 أهداف في شباكهم خلال البطولة حتى نصف النهائي.
في المقابل، حجز المنتخب الأردني مقعده في ربع النهائي بعد تصدر المجموعة الثالثة برصيد 9 نقاط، محققاً العلامة الكاملة بفوزه على الإمارات 2-1 والكويت 3-1 ومصر 3-0.
في الدور ربع النهائي، نجح منتخب الأردن في تجاوز العراق بهدف نظيف ليصعد إلى نصف النهائي. سجل لاعبو النشامى 9 أهداف مقابل هدفين في مرماهم حتى هذه المرحلة.
تاريخ مواجهات الأردن ضد السعودية
تعود أولى مواجهات المنتخبين إلى دورة الألعاب العربية في بيروت عام 1957، وتواصلت اللقاءات عبر عدة محطات شملت دورات الألعاب العربية، كأس العرب، كأس آسيا، والمباريات الودية الدولية، وصولاً إلى تصفيات كأس العالم 2026.
وكانت أول مباراة جمعت المنتخبين في دورة الألعاب العربية التي أُقيمت بالعاصمة اللبنانية بيروت، وتمكن الأردن حينها من تحقيق الفوز بهدف نظيف. وتكرر انتصار النشامى في ثاني لقاء رسمي بين المنتخبين خلال دورة الألعاب العربية بسوريا عام 1976، حيث سجلوا هدفاً دون رد.
وكان الانتصار الأول للأخضر السعودي على الأردن في عام 1981، في مباراة ودية أُقيمت على ملعب الأمير فيصل بن فهد بالرياض، وانتهت بنتيجة 2-1 سجلها يوسف خميس والراحل أمين دابو. ثم جاء الفوز الثاني للسعودية في عام 1985، حين اكتسح المنتخب الأردني 4-0 ضمن مباريات كأس العرب في مدينة الطائف، مسجلاً أكبر نتيجة في تاريخ لقاءات الفريقين.
واستمر الأخضر في التفوق على النشامى بعد تحقيقه فوزين متتاليين وديين عام 1999 في مدينة أبها استعداداً لكأس آسيا 2000، حيث انتهت المباراة الأولى بثنائية نظيفة، فيما سجل اللقاء الثاني 1-2 لصالح السعودية.
وفي عام 2000، نجح الأردن في استعادة نغمة الانتصارات بالفوز على السعودية ودياً بهدف نظيف في مواجهة أُقيمت بالعاصمة عمان، لكن الأخضر سرعان ما عاد واستعاد تفوقه بالفوز على النشامى 2-1 في مباراة ودية بالرياض عام 2006.
وعلى صعيد نهائيات كأس آسيا، نجح الأردن في الفوز على السعودية بهدف نظيف في بطولة 2011 التي أُقيمت بالدوحة، فيما شهد العام نفسه مواجهة ودية في عمان انتهت بالتعادل 1-1، قبل أن يحسم الأخضر المباراة بركلات الترجيح بعد انتهاء الوقت الأصلي والإضافي.



