كريستيان توتي يعتزل في سن الـ19 هربًا من ظل والده الأسطوري

فاجأ كريستيان توتي، نجل أسطورة روما والكرة الإيطالية فرانشيسكو توتي، الجميع بقراره الصادم اعتزال كرة القدم نهائيًا وهو لم يتجاوز التاسعة عشرة من عمره، لينهي حلمه في السير على خطى والده قبل أن تبدأ مسيرته فعليًا.
عاش اللاعب الشاب، الذي ولد في العاصمة روما، منذ صغره في ظل اسم والده الكبير، الذي يُعد من أعظم من ارتدوا قميص الجيالوروسي، حيث سجل 307 أهداف في 786 مباراة، وكرس 25 عامًا من ولائه لنادٍ واحد، ليصبح رمزًا خالدًا في تاريخ روما والكرة الإيطالية.
مسيرة توتي الابن القصيرة
التحق الابن الأكبر لتوتي بأكاديمية روما في بداياته، ثم خاض تجارب مع فرق الشباب في فروزينوني ورايو فاييكانو الإسباني، قبل أن يلعب في دوري الدرجة الرابعة الإيطالية مع أفزانو وأولبيا.
لكن الضغوط الكبيرة التي عاشها كريستيان داخل الملعب وخارجه، والتوقعات الثقيلة المرتبطة باسمه، إضافة إلى التعليقات القاسية على حالته البدنية عبر وسائل التواصل، جعلت مهمته شبه مستحيلة.
ورغم امتلاكه مهارات واضحة كلاعب وسط، شارك فقط في 156 دقيقة خلال ست مباريات رسمية، قبل أن يفسخ عقده في ديسمبر 2024، ويقرر التوقف نهائيًا عن ممارسة كرة القدم.
ماذا قال المدرب عن ابن توتي؟
وتحدث ماركو أميليا، الحارس السابق لميلان ومنتخب إيطاليا والذي كان آخر مدرب أشرف عليه، عن كريستيان بكلمات مليئة بالتقدير، مؤكدًا أن اللاعب كان يتمتع برؤية ممتازة وصانع لعب ذكي، قادر على التحرك بين الخطوط والقيام بالأدوار الدفاعية بكفاءة.
وأضاف أميليا: “كنت أؤمن بأنه يملك ما يؤهله لصنع مسيرة مميزة في دوري الدرجة الثانية أو الثالثة. لكنه لم يُقيم بموضوعية بسبب اسم عائلته. كونه ابن توتي أثر بشكل سلبي على نظرة الناس إليه وعلى مستقبله في الملاعب”.
ماذا بعد أعتزال توتي الابن؟
ورغم ابتعاده عن الملاعب، لم يقطع كريستيان علاقته باللعبة التي أحبها، فبحسب ما نُشر في صحيفة “لا نوفا”، لا يزال يُظهر تعلقه بكرة القدم من خلال رمز الكرة والقلب في حسابه على واتساب، وقد قرر بدء مرحلة جديدة بالانضمام إلى “مدرسة توتي لكرة القدم”، المشروع الذي أطلقه والده لدعم المواهب الصاعدة في روما.
وسينضم إلى عمه ريكاردو توتي، شقيق فرانشيسكو، في العمل إلى جانب المدير العام كلاوديو دأوليسه، حيث سيشارك في رصد وتطوير اللاعبين الموهوبين.
قرار كريستيان توتي بالاعتزال المبكر قد يبدو نهاية، لكنه في الواقع بداية جديدة، قد تمنحه فرصة حقيقية لصناعة تأثير مختلف في عالم الكرة، بعيدًا عن الضجيج، وبشخصيته الخاصة، لا كامتداد لأسطورة، بل كاسم جديد يبحث عن طريقه.