من هو أمير عبدو قاتل أحلام الجزائر وغانا في كأس أمم إفريقيا؟
أمير عبدو، مدرب فرنسي ولد في مدينة مارسيليا عام 1972، تنحدر أصوله من جزر القمر، لم يمارس كرة القدم كلاعب محترف.
ظهر أمير عبدو لأول مرة على الساحة الكروية الإفريقية حين تولى مسؤولية تدريب منتخب جزر القمر عام 2014.. لا داعي لنخبركم عن وضعية منتخب جزر القمر في عام 2014 فأنتم تعرفون جيداً أين كان.
استمر أمير عبدو بالعمل على بناء المنتخب القمري حتى بلغ به كأس أمم أفريقيا 2021 للمرة الأولى في التاريخ، مستفيداً من رفع عدد المنتخبات المشاركة لـ 24 بدلاً من 16 كما كان قبل نسخة مصر 2019.
وفي المشاركة الأولى للمنتخب العربي المغمور، استطاع أن يصعد به إلى الدور ثمن النهائي بعد التفوق على منتخب غانا صاحبة الاربع نجوم، وعندما تأهل الفريق واجه أكبر مهزلة في تاريخ الكان وقتها بمنع الحارس الأساسي “علي أحمادا” من المشاركة بحجة عدم تعافيه من فيروس كورونا، رغم النتيجة السلبية للمسحة وبقاءه لمدة 4 أيام في العزل الصحي دون أن تظهر عليه الأعراض.
وبسبب إصابة الحارس الثاني سالم بن بوينا، أضطر أمير عبدو لإشراك المدافع شاكر الهدهور في مركز حارس المرمى.
وفي بداية المباراة تعرض قلب دفاع جزر القمر “جيمي عبدو” لطرد ظالم، غير صحيح بالمرة، في الدقيقة 7 ما ساعد الكاميرون على تسجيل هدفين، قبل أن تسجل جزر القمر هدفاً في الدقيقة 81 لتصعب الحياة على الكاميرون فيما تبقى من وقت.
الرحيل عن جزر القمر
ترك أمير عبدو منتخب جزر القمر وذهب إلى تدريب موريتانيا، فقاد موريتانيا إلى التأهل إلى كأس أفريقيا 2023، تأهل ليس الأول من نوعه، لكنه بعد أقل من سنة أقصى الجزائر وصعد بهم إلى الدور الثاني للمرة الأولى في التاريخ.
بنفس الطريقة التي بنى بها منتخب جزر القمر بإستدعاء لاعبين محترفين وأبناء تكوين أوروبي ومزدوجي جنسية، ساهم بتطور منتخب موريتانيا.
وبنظرة سريعة على قائمة موريتانيا سنجد أن اغلبهم انضم إلى المنتخب بين عامي 2022 و2023 وكلهم محترفين في الخارج.
تلك الدول دورياتها ضعيفة ولا يرجى منها صناعة منتخب قوي، فتوجه إلى المغترب والمولود في أوروبا والمتكون هناك كروياً، لينجح في لم شملهم وخلق التجانس والتناغم فيما بينهم بحنكته التدريبية وقدراته على التحفيز.
منتخب جزر القمر حاليا مركز ثاني في تصفيات كأس العالم في مجموعة فيها غانا ايضاً، وهذا إرث أمير عبدو، والمقصود بالإرث هنا هو النهج الذي بني عليه الفريق.
كيف انتصرت موريتانيا على الجزائر؟
سجل المدافع محمد ديلاهي يالي هدف فوز موريتانيا على الجزائر في الدقيقة 37، وبعدها تكتل المنتخب الموريتاني بكل زاده البشري في منطقته وطبق خطة دفاعية مُحكمة على طريقة الكاتيناتشو الإيطالي.
في الشوط الثاني دفع المدرب جمال بلماضي بالثلاثي رياض محرز ويوسف بلايلي ونبيل بن طالب، بدلاً من حسان عوار وآدم وناس وهشام بوداوي لكن تغييراته لم تسفر عن أي جديد.
وقبل هذه المباراة تعادلت الجزائر مرتين أمام أنغولا بنتيجة (1-1) ثم في الجولة الثانية أمام بوركينا فاسو بنتيجة (2-2) في الرمق الأخير، لتحصد نقطتين فقط خلف أنغولا المتصدر وبوركينا فاسو الوصيفة، ليصبح “ثعالب الصحراء” بحاجة للفوز على موريتانيا (دون رصيد) لتفادي الخروج من دور المجموعات مرة ثانية توالياً.
وعول مدرب الجزائر جمال بلماضي على مهاجمه ونجمه الأبرز في البطولة بغداد بونجاح (32 عاماً)، لا سيما إنه أحرز أهداف الفريق الثلاثة بالبطولة حتى الآن، إلا أنه أخفق في التعامل مع حارس المرمى العملاق بابكر نياسي الذي أنقذ 3 إلى 4 أهداف محققة بفضل ردة فعله السريعة وتمتعه بطول فارع يصل لـ 195 سم.
وبرغم امتلاك منتخب الجزائر أفضلية تاريخية على منتخب المرابطين على اعتبار أنه فاز عليه في 5 مباريات وتعادل معه مباراتين، خلال المباريات السابقة التي جمعت بينهما، من ضمنها مواجهتين رسميتين وخمس وديات، إلا أنه خسر للمرة الأولى وودع المسابقة القارية للمرة الثانية على التوالي.
ماذا قال أمير عبدو بعد هزيمة الجزائر؟
استمتع مدرب منتخب موريتانيا “أمير عبدو” بالثأر من وسائل الإعلام التي تعمدت تهميش فريقه على مدار الجولتين الماضيتين من كأس أمم إفريقيا 2023، بعد أن قاد الفريق لهزيمة الجزائر بنتيجة 1-0 في ثالث جولات المجموعة الرابعة ومن ثم بلوغ الدور ثمن النهائي للمرة الأولى في تاريخ البلاد وللمرة الثانية في مشواره التدريبي.
قال أمير عبدو في تصريحاته لمراسل قناة بي إن سبورتس بعد المباراة “بالأمس عندما كنت أشاهد قناة كانال بلوس، لم يكن أحد يتحدث عنا”.
أوضح المدرب بعد تفوقه التكيكي على جمال بلماضي “الملخصات الخاصة بنا لم يتم بثها على القنوات، ولا حتى التشكيلات التي خضنا بها المباراتين الماضيتين من البطولة، هذا حفزني أكثر، الآن هل ستتحدثون عنّا؟”.
وختم حديثه “لقد عانينا في هذه البطولة كي نحقق التأهل إلى المرحلة التالية، وضعنا خطة كانت ناجحة أمام الجزائر. كنا نعلم أن هذا الفريق يتمتع بمهارات فردية وصفات رائعة، تحلينا بالقوة وسجلنا هدف التقدم في توقيت جيد، وبعد ذلك لعبنا بروح عالية، وكنا أكثر تركيزاً من الناحية الذهنية والرغبة، أنا فخور جداً بما حققناه”.