أخبار الرياضةمقالات

تاريخ ضربات الجزاء ومتى طبق هذا القانون لأول مرة؟

ضربات الجزاء هي طريقة جبانة للتسجيل؛ هكذا وصفها الأسطورة بيليه في سيرته الذاتية، رغم تسجيله 77 هدفا من خلالها. هذا وان دل فإنما يدل على انها جزء لا يتجزأ من لعبة كرة القدم، ولا يمكن تحقيرها في أي حال من الأحوال.

وغالبًا ما تكون ضربة الجزاء أو ركلة الترجيح أكثر مشاهد كرة القدم إثارة، فهي تحرك مشاعر آلاف المشجعين، سواء بالسعادة والسرور أو الألم والحسرة؛ بحسب ظروف المباراة وفي أي مناسبة تُلعب.

وفيها تتخافت الأصوات خلف الشاشات وداخل الملعب، حيث لا يكون هناك حاجز بين اللاعب الذي يسدد والشباك سوى مسافة التنفيذ الـ11 مترًا وحارس المرمى.

وقبل الدخول في معمعة التفاصيل، تجدر الإشارة إلى أن “ضربات الجزاء Penalty kicks” تسبق وجود “ركلات الترجيح Penalty shootout” بـ85 عامًا.

والفرق بينهما ان ضربة الجزاء هي عقوبة لمخالفة قوانين كرة القدم، وتُنفذ خلال دقائق الوقت الأصلي أو في الاكسترا تايم Extratime، ان وجد؛ بينما يتم اللجوء إلى ركلات الترجيح من أجل حسم الفوز بعد انتهاء الوقت الأصلي والإضافي للقاء بنتيجة التعادل.

والبداية مع ضربات الجزاء Penalty kicks؛ فهي تُحتسب حال ارتكب أحد اللاعبين خطأ داخل منطقة الـ18 سواء إعاقة المنافس باليد أو بالقدم أو لمس الكرة باليد عن قصد.

ويأتي جذور قانون ضربة الجزاء tiros penales من حادثان رئيسيان وقعا خلال عام واحد تقريبًا.

جاء الأول يوم 20 ديسمبر 1890 في مباراة ربع نهائي كأس اسكتلندا بين فريق مدينة فالكيرك “إيست ستيرلينغشاير” ونظيره “هارت أوف ميدلوثيان”.

حينما قام لاعب فريق هارت يُدعى “جيمي آدامز” بمنع الكرة من الدخول إلى المرمى باليد، لكنه لم يواجه أي عقوبة.

وحدث شيء مشابه أواخر عام 1891 في ربع نهائي كأس إنجلترا بين نوتس كاونتي وستوك سيتي، بعدما ارتكب أحد لاعبي الأخير لمسة يد فاضحة على خط المرمى؛ مما أجبر الاتحاد الإنجليزي على التصرف أخيرًا.

متى طبقت ضربات الجزاء لاول مرة ومن صاحب الفكرة؟

كان الآيرلندي “ويليام مكروم” حارس مرمى الفريق المحلي “ميلفورد إيفرتون” أرماغ سيتي حاليًا، هو صاحب فكرة عقوبة ضربة الجزاء Penalty kicks عام 1890.

وعلى الرغم من اعتبار مكروم مخترعًا لقانون ضربة الجزاء على نطاق واسع، إلا أن الفكرة الفعلية لمعاقبة فريق بهذه الطريقة ربما جاءت من قانون لعبة الرجبي Rugby الصادر عام 1879.

وتبين ذلك في تقرير سابق عن مباراة رجبي عام 1888، كُتب فيه “حصل ديوسبري على ضربة جزاء أمام المرمى”. ويقال ان مكروم استمد قانون أو فكرة ضربة الجزاء من هذا النص.

وكان الاقتراح الأول لوضع قانون ضربة الجزاء Penal في كرة القدم، جاء من خلال اجتماع اتحاد شيفيلد لكرة القدم عام 1879، وينص على احتساب ضربة جزاء لأي مخالفة تحدث على بعد ياردتين “1.8 متر” من خط المرمى؛ ولكن تم رفض الفكرة.

اما نص ضربة الجزاء الذي تمت الموافقة عليه عام 1890 جاء كالآتي: “إذا قام أي لاعب بعرقلة أو إمساك لاعب منافس عمدًا، أو تعامل مع الكرة باليد عمدًا في حدود 12 ياردة (11 متر) من خط المرمى الخاص به، يجب على الحكم منح الفريق الخصم ضربة جزاء”.

ويتم تسديدها من على بُعد 6 ياردات “5.5 متر” من خط المرمى (حاليًا على بُعد 10 ياردات)، وفق هذا الشرط: يجب على جميع اللاعبين باستثناء اللاعب الذي يسدد ركلة الجزاء وحارس المرمى الوقوف خلف الكرة.

وتم احتساب أول ضربة جزاء في تاريخ كرة القدم العالمية بعد أربعة أيام فقط من إضافة القاعدة إلى قوانين اللعبة من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم، والتي حدثت في السادس من يونيو 1891.

واحتسبت أول ضربة جزاء في مباراة كانت طرفيها اسكتلندي بين فريق مدينة لاناركشاير رويال ألبيرت ونظيره ايردريونيانس في ملعب مافيسبانك بارك بعد 15 دقيقة فقط من بداية المواجهة في نهائي كأس Airdrie الخيرية.

ووفقا لتقرير حكم المباراة قام مدافع فريق ايردريونيانس “أندرو ميتشيل” بعرقلة لامبي، لاعب فريق ألبيرت، داخل منطقة الجزاء، ليحتسب على الفور ضربة جزاء، وهو بالمناسبة الخطأ الوحيد الذي احتسب في تلك المباراة!

وانبرى لها اللاعب جيمس ماكلاجج بنجاح ليسجل أول ضربة جزاء في تاريخ كرة القدم، ويساعد فريقه رويال ألبيرت في تحقيق الانتصار 2-0، وتحقيق كأس Airdrie الخيرية.

وعندما يتعلق الأمر بالدوري الإنجليزي لكرة القدم، كان نادي ولفرهامبتون واندررز صاحب أول ضربة جزاء ضد فريق أكرينجتون ستانلي في 14 سبتمبر 1891، وسجلها بنجاح بيلي هيث.

ركلات الترجيح

تم اختراع ركلات الترجيح Penalty shootout بسبب واقعة في دور الثمانية لبطولة كأس أوروبا للأندية في عام 1965 بين ليفربول الإنجليزي مع كولونيا الألماني فريق المدينة الواقعة على شمال نهر الراين.

وانتهت مباراة الذهاب والإياب بين الفريقين بالتعادل السلبي خلال الوقت الأصلي والاكسترا تايم Extratime الذي كان يُطبق منذ عام 1875، وأقيمت مباراة فاصلة على ملعب محايد، انتهت بالتعادل ايضًا 2-2.

ولجأ الحكم حينها للحل الأخير وهو استخدام عملة معدنية لتحديد الفائز بالطريقة المعروفة، ولكنها سقطت مستقيمة على الملعب الموحل بسبب الأمطار. وفي المرة الثانية لإلقاء العملة المعدنية، كان الفوز من نصيب فريق ليفربول.

ورغم انها كانت الطريقة المتعارف عليها آنذاك، ولكن على غير العادة أثارت جدلًا واسعًا، واعتبرتها الجماهير أنها أشبه بـ”اليانصيب”، وتدعو لإجراء التغيير.

فكانت الفكرة من الحكم الألماني كارل فالد في عام 1970، وتم الاعتراف بها وتطبيقها من الفيفا في 1976، وحظت بطولة كأس أمم أوروبا التي أقيمت في ذات العام، بشرف تطبيقها كأولى المسابقات الكبرى.

وفي ظهور ركلات الترجيح الأول، أهدت البلد المخترع منتخب ألمانيا بطاقة التأهل إلى النهائي بعد الفوز على منتخب فرنسا بنتيجة 5-4، عقب التعادل 3-3، في الدور نصف النهائي.

واستعصت على الألمان في النهائي لصالح منتخب تشيكوسلوفاكيا، فبعد التعادل 2-2 في الوقت الأصلي والإضافي، ابتسمت ركلات الترجيح لتشيكوسلوفاكيا ليتوج بطلًا للقارة للمرة الأولى فى تاريخه بركلات الترجيح 5-3 والتي شهدت الركلة الثورية من أنتونين بانينكا.

4-3 لصالح تشيكوسلوفاكيا تلك هي نتيجة ركلات الترجيح وأولي هونيس يتقدم من جانب الألمان للتنفيذ ومعادلة النتيجة، ولكنه أهدرها، مما منح بانينكا الفرصة لاهداء اللقب إلى بلاده، وقرر حينها معاقبة الحارس سيب ماير ووضع الكرة في منتصف المرمى بهدوء لتصبح النتيجة النهائية 5-3.

اما أول تطبيق على الإطلاق لفكرة ركلات الترجيح كان في نصف نهائي كأس واتني الودية The Watney Cup، في 5 أغسطس عام 1970 بين مانشستر يونايتد ومضيفه هال سيتي على ملعب بوثفيري بارك.

وأصبح أسطورة اليونايتد جورج بست أول لاعب ينجح في التسجيل بركلات الترجيح Penalty shootout، بينما كان “دينيس لو” من جانب هال سيتي أول لاعب يُضيع ركلة ترجيح؛ وفاز وقتها اليونايتد.

ضربات الجزاء وركلات الترجيح في كأس العالم

أقيمت أول نسخة من كأس العالم (أوروجواي 1930) بعد 40 عام تقريبًا من اختراع قانون ضربة الجزاء Penalty kicks، وبطبيعة الحال شهدت تلك النسخة من البطولة العديد من الأرقام المميزة كونها الأولى على الإطلاق وبشكل مباشر تقرر تطبيق ركلات الجزاء خلال سير اللعب فيها.

ونال مانويل روساس من المكسيك شرف تسجيل أول ضربة جزاء في تاريخ كأس العالم وكانت ضد الأرجنتين في دور المجموعات، يوم 19 يوليو 1930، على ملعب سنتيناريو بمدينة مونتيفيديو، وانتهت بفوز التانجو 6-3.

وكانت الارجنتين متقدمه في النتيجة 3-0، قبل ان تتحصل المكسيك على ضربة جزاء في الدقيقة 42 من زمن الشوط الأول، ترجمها روساس بنجاح في شباك الحارس أنجيل بوسيو، وزار شباكه مرة أخرى من لعب مفتوح في الدقيقة 65.

وقبل ذلك كان روساس على موعد مع دخول التاريخ، بتسجيله أول هدف عكسي في تاريخ كأس العالم خلال خسارة المكسيك امام تشيلي بنتيجة 0-3.

وفي نفس الملعب “سنتيناريو” ونفس اليوم 19 يوليو 1930، ونفس المجموعة، واجهت تشيلي نظيرتها فرنسا، وأصبح كارلوس فيدال من جانب تشيلي أول لاعب يهدر ضربة جزاء في تاريخ كأس العالم امام الحارس أليكسيس ثيبوت.

أول ضربة جزاء في تاريخ كأس العالم

اعتمدت ركلات الترجيح Penalty shootout لأول مرة في كأس العالم (الأرجنتين 1978) لحسم التعادلات في الأدوار الإقصائية، ولكن احتكم إليها لأول مرة في كأس العالم (إسبانيا 1982)؛ ويتذكر آلان جيريس من جانب فرنسا، والذي نفذ أول ركلة ترجيح على الإطلاق في تاريخ نهائيات المونديال:

جمعنا المدرب وسألنا، من يريد أن يسدد ركلة ترجيح؟ كان اللاعبون يخلعون أحذيتهم ويقولون. ليس أنا.

ودخل جيريس تاريخ كأس العالم بتسجيله أول ركلة ترجيحية في شباك الحارس شوماخر (ألمانيا) ويقول لاعب الوسط السابق: “لم أكن أرغب في رؤية شوماخر لم أستطع النظر إليه، أردت فقط أن أركز في كيفية تسديد الكرة”.

ورغم نجاح جيريس في تسجيل الركلة الأولى بنجاح لصالح فرنسا، وإضاعة أولي شتيليكه (ألمانيا) لأول ركلة ترجيح في تاريخ كأس العالم، الا ان منتخب المانشافت نجح في الصعود إلى النهائي ولكن خسر اللقب لصالح إيطاليا في النهائي.

اقرأ ايضاً

مقالات ذات صلة

يرجى إيقاف مانع الاعلانات

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock