المحترفين العرب

محمد صلاح يخسر مليون مُتابع عبر فيسبوك.. والعدد قابل للزيادة

تعكرت علاقة النجم المصري محمد صلاح بجمهوره العريض في الوطن العربي، بل وصلت إلى طريق مسدود، لتقترب قصة العشق والمساندة من نهاية حزينة مأسوف عليها؛ لأسباب غير رياضية.

ويدين صلاح بالكثير لجمهوره في مصر والوطن العربي بشكلٍ عام، حيث وقفوا بجانبه منذ بداية مشوار إحترافه في الدوري السويسري مع بازل ومتابعة كافة البطولات التي يشارك بها فريقه باستمرار.

وذلك فضلاً عن زيادة “التفاعل” والمشاهدات على صفحات الأندية التي لعب لها وصفحته الشخصية في كافة وسائل التواصل الاجتماعي، وهي من الأمور الهامة للغاية وذات تأثير كبير من حيث القيمة الدعائية وزيادة عقود الرعاية.

بالإضافة إلى “التصويت” له في جميع الاستفتاءات الخاصة بالجوائز الفردية في الصحف العالمية؛ كل ذلك وغيرها من الأمور، فقط لمساندته دون مقابل مادي ملموس، سوى تشريف اسم بلاده ورفع راية العرب في القارة العجوز.

ووصل محمد صلاح بفضل نجوميته وتألقه ومساندة جمهوره في جميع الأوقات، إلى مكانة عالية في عالم كرة القدم، واصبح من الشخصيات المؤثرة في المجتمع الدولي، وعالم “السوشيال ميديا”.

وارتبط صلاح بعقود رعاية مع شركات عالمية على رأسها “أديداس” الألمانية للمنتجات الرياضية وشركة المشروبات الغازية العالمية “بيبسي” وشركة الاتصالات العالمية “فودافون” وشركة النقل الأمريكية “أوبر” وشركة الإلكترونيات “أوبو”.

محمد صلاح في إعلانه مع شركة أديداس

محمد صلاح وجهة “العرب” المُشرفة في أوروبا على المستوى الرياضي، نسيَ وتناسى فضل جمهوره، وتملص من مشاركة همومهم؛ فكان الرد ما وصلت إليه علاقته بهم الآن من حملة مقاطعة أسفرت عن خسارته ما يزيد عن مليون مُتابع.

ويتجاوز عدد متابعي النجم المصري 80 مليون مُتابع عبر كافة وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة فيسبوك وتويتر “إكس حالياً” وإنستجرام.

ويشعر عشاق النجم المصري بأن أصوله “العربية” واهتماماته تأثرت بمعيشته مع الغرب، واتضح هذا الأمر للعيان حين فضل “الصمت” في قضية عربية طرفها غربي المنشأ.

وكان صلاح قريب من جمهوره في بداياته وخلال فترة صعوده، ثم تغيرت مواقفه وآراءه المُعلنة، وبدلاً من مساندة قضايا هامة وحساسة تخصهم تحتاج إلى تحرك منه نظراً لمكانته وتأثيره في المجتمع العالمى، اصبح يساند قضايا هي في الأصل لا تحتاج إلى دعم منه أو من أحد غيره.

الرفق بالحيوان وإنقاذ الكوكب

كانت قضية الرفق بالحيوان هي الأولى بشكلٍ عام التي يتناولها محمد صلاح علانية على صفحاته الشخصية بمواقع التواصل الاجتماعي، بعيداً عن كرة القدم، مستغلاً مكانته وتأثير كلمته، بعد موسم واحد مع ليفربول تألق فيه ولمع اسمه في سماء الشهرة.

وكتب محمد صلاح يوم 27 نوفمبر 2018 على صفحاته الشخصية بمواقع التواصل الاجتماعي حول قضية تصدير القطط والكلاب من مصر إلى الخارج: “لن يتم تصدير القطط والكلاب لأي مكان. هذا لن يحدث ولا يمكن أن يحدث، لا لانتهاك حقوق الحيوانات”.

محمد صلاح وصورة خاصة مع قططه

وكان ذلك بعد أيام قليلة من مقابلته الأمير ويليام الإبن البكر للملك تشارلز الثالث ملك بريطانيا، وتلبية دعوته في حفل جائزة “إيرث شوت” الذي أقيم للمرة الأولى في العاصمة البريطانية لندن، دعماً للأشخاص الذين يحاولون إنقاذ الكوكب.

وتحدث صلاح في الحفل عن ضرورة إنقاذ الكوكب بتقليل البلاستيك في البحار والمحيطات، ثم قام بتقديم المتنافسين الثلاثة على جائزة إيرث شوت Earthshot.

ثم تابع النجم المصري موقفه النبيل مع الحيوانات وفي يوم 27 نوفمبر 2021، أطلق دعوة جديدة عن طريق فتح مزاد على قميصه التاريخي الذي خاض به مباراة الفوز على مانشستر يونايتد بنتيجة 5-0، وتسجيله هاتريك -ثلاثة أهداف- وتخصيص أمواله لجميعة الرفق بالحيوان في مصر.

وكتب صلاح حينها: “الرفق بالحيوان واجب على كل إنسان. وعشان أساعد، هاتبرع بقميص ليفربول اللي لبسته في الماتش ضد فريق مانشستر يونايتد يوم 24 أكتوبر 2021 في مزاد مفتوح، لإرسال كل عوائد المزاد لإحدى الجمعيات للرفق بالحيوان في مصر.. هاعرفكم كل تفاصيل ومعاد المزاد قريباً”.

نعي ملكة بريطانيا

يعلم الجميع ما ارتكبته بريطانيا -وبخاصة إنجلترا- من جرائم في حقوق الشعوب التي احتلتها ونهبت ثرواتها، وعلى رأسها بلد محمد صلاح “مصر”، ورغم ذلك نعى وفاة الملكة إليزابيث الثانية يوم 19 سبتمبر 2022.

وكتب النجم المصري باللغة الإنجليزية عبر حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي تويتر: “اليوم يقف شعب بريطانيا العظمى وشعوب العالم احتراماً وتقديراً في وداع أخير لجلالة الملكة إليزابيث الثانية، مستذكرين إرثها وخدمتها الراسخة. عزائي لأفراد العائلة المالكة في هذا اليوم التاريخي والعاطفي”.

محمد صلاح بقميص ليفربول موسم 2022

ولم تمر تغريدة محمد صلاح ونعيه للملكة إليزابيث الثانية مرور الكرام وأثارت جدلاً واسعاً على كافة وسائل التواصل الاجتماعي، بين مؤيد ومُعارض.

وعلق العديد من جمهوره على تلك التغريدة آنذاك، وعبروا عن غضبهم واتهموا صلاح بإغفال الكثير من الحقائق التاريخية حول علاقة مصر ببريطانيا.

وجازف صلاح بتلك التغريدة وأثار الجدل على الرغم من إمكانية تجنبه ذلك، عن طريق تجاهل الموضوع من الأساس كما فعل مع العديد من الأحداث في السابق.

مقالات ذات صلة